مقياس الحرارة الطبي: أداة صغيرة بتطور سريع ودور كبير في التشخيص
قد يبدو جهاز مقياس حرارة الجسم أداة بسيطة وصغيرة، لكنه ذو تاريخ طويل من التطور وأهمية بالغة في عالم التشخيص والفحص الطبي. فمنذ أن تعرف العالم على أجهزة الحرارة، شهد هذا الجهاز من بعدها قفزات نوعية كبيرة جعلت منه أداة أساسية في المنازل والمستشفيات والمراكز الطبية. بل وربما في زمن الأوبئة في كل مكان بالمعنى الحرفي.
دعنا الآن نتعرف على جهاز قياس الحرارة ونكتشف دوره الهام في الحفاظ على صحتنا ومراقبتها بشكل صحيح.
ما هو مقياس الحرارة الطبي؟
جهاز قياس درجة الحرارة هو جهاز مصمم لقياس ومراقبة درجة حرارة جسم الإنسان. تعتبر درجة حرارة الجسم مؤشراً حيوياً يعكس الحالة الصحية للأفراد، وأي ارتفاع أو انخفاض ملحوظ فيها قد يشير إلى وجود مشكلة صحية تستدعي الانتباه أو مراجعة الطبيب للكشف عن السبب.
أهمية استخدام مقياس الحرارة في التشخيص المبكر
تعد أداة قياس الحرارة أداة مهمة في التشخيص المبكر للعديد من الأمراض والكشف عن الحالات الصحية غير مستقرة. فإن ارتفاع درجة الحرارة عن الحد الطبيعي، أو ما يعرف بالحمى، هو أحد الأعراض الشائعة للعدوى الفيروسية أو البكتيرية، ويمكن أن يكون مؤشراً أيضاً على وجود التهاب أو مشكلة أخرى في الجسم. لذلك فمن خلال قياس درجة الحرارة بانتظام، يمكن للأفراد والأطباء اكتشاف أية تغيرات غير طبيعية واتخاذ الإجراءات اللازمة في وقت مبكر، مما يزيد من فرص الشفاء بشكل أفضل ويقلل من احتمالية حدوث مضاعفات وتدهور الحالة الصحية.
أنواع مقاييس الحرارة الطبية
شهدت تكنولوجيا الأجهزة الطبية عامةً ومنها مقاييس الحرارة خاصةً تطوراً ملحوظاً، مما أدى إلى ظهور أنواع متعددة منها تلبي احتياجات متنوعة. ومن تلك الأنواع:
- مقياس الحرارة الزئبقي: هذا النوع من مقاييس الحرارة يعتمد على تمدد الزئبق داخل أنبوب زجاجي مدرج. وعلى الرغم من أنه يعد أفضل مقياس حرارة من حيث الدقة. إلا أنه أصبح أقل شيوعاً واستعمالاً بسبب المخاوف من سمية الزئبق وإمكانية انكساره.
- مقياس الحرارة الرقمي: يعتبر هذا النوع الأكثر استعمالاً وطلباً حالياً، حيث يعرض درجة الحرارة رقمياً على شاشة الكترونية. يتميز هذا النوع بسهولة استخدامه وسرعة قراءته ودقته الجيدة. كما يمكن أن يستخدم بطرق عديدة سواء عن طريق تحت اللسان أو تحت الإبط أو في المستقيم.
- مقياس الحرارة بالأذن: يستخدم مقياس حرارة الأذن تقنية الأشعة تحت الحمراء لقياس درجة الحرارة عن طريق الأذن. يتميز بسرعة القراءة وسهولة الاستخدام، وهو أفضل نوع مقياس حرارة للأطفال، ولكنه قد يكون أقل دقة من الأنواع الأخرى إذا لم يتم استخدامه بالشكل الصحيح.
- مقياس حرارة أذن جبهي (عن طريق الجبهة): يعتمد هذا النوع من المقاييس أيضاً على تقنية الأشعة تحت الحمراء لقياس درجة حرارة الشريان الصدغي على الجبهة. يتميز بسهولة الاستخدام وعدم الحاجة إلى ملامسة الجسم، مما يجعله خياراًً جيداً لفحص مجموعات من الأشخاص أو للأطفال الرضع بمختلف الأعمار.
- مقياس حرارة أذن عن بعد الغير تلامسي: يعتبر من أحدث أنواع مقاييس الحرارة الموجود حالياً، حيث يمكنه قياس درجة حرارة الجسم من مسافة قصيرة دون الحاجة إلى ملامسة الجلد أو الجسم. يتميز بسرعة القراءة وسهولة الاستخدام والنظافة العالية وآمناً لمنع انتشار العدوى، مما جعله شائعاً بشكل خاص خلال جائحة كوفيد-19.
أفضل أداة لقياس الحرارة والمناسبة للأطفال
عند اختيار جهاز قياس درجة الحرارة للأطفال، من المهم مراعاة عدة عوامل مثل سهولة الاستخدام، وسرعة ودقة القراءة، وراحة الطفل. يعتبر جهاز الحرارة الرقمي الذي يمكن استخدامه عن طريق الإبط خياراً جيداً للأطفال الأكبر سناً. أما بالنسبة للرضع والأطفال الصغار، فقد يكون مقياس الحرارة الجبهي أو مقياس الحرارة بالأذن الأكثر ملاءمةً نظراً لسهولة استخدامهما وسرعة قراءتهما. من المهم اختيار مقياس حرارة ذو جودة عالية ومعتمد لضمان دقة القراءات.
طريقة الاستخدام الصحيحة لجهاز قياس الحرارة
للحصول على قراءة صحيحة ودقيقة لدرجة حرارة الجسم، من الضروري اتباع طريقة الاستخدام الصحيحة لكل نوع من أنواع أجهزة قياس الحرارة:
- جهاز الحرارة الرقمي (عن طريق الفم): ضع طرف المقياس تحت اللسان وحافظ على فمك مغلقاً لمدة دقيقة تقريباً أو حتى سماع الإشارة الصوتية من الجهاز.
- جهاز الحرارة الرقمي (عن طريق الإبط): ضع طرف المقياس في منتصف الإبط وتأكد من إغلاق الذراع بإحكام لمدة دقيقة إلى ثلاث دقائق ثم انزع الجهاز.
- جهاز الحرارة الرقمي (عن طريق المستقيم): يبقى هذا الاختيار هو الأكثر دقةً، ولكن يعيبه ما ينتج عنه من ألم وضيق للمستخدم. ولكنه يظل خياراً مميزاً خاصةً بالنسبة للرضع والأطفال الصغار. ولكن لابد من الحرص أثناء إدخاله من استخدام جل مزلق لمنع الألم أو تقليله.
- جهاز الحرارة بالأذن: لهذا الجهاز طريقة خاصة في استخدامه وذلك بسحب طرف أسفل الأذن للخلف وللأعلى قليلاً (في حالة الطفل بعد سن السنة) أو للخلف والأسفل (للطفل دون سن السنة) لضبط قناة الأذن، ثم القيام بإدخال طرف مقياس الحرارة برفق والضغط على زر القياس والانتظار حتى ظهور القراءة أو النتيجة.
- جهاز قياس درجة الحرارة عن بعد أو بمواجهة الجبهة: يتم توجيه الجهاز نحو منتصف الجبهة على بعد بضع سنتيمترات قليلة ثم الضغط على زر القياس لتظهر القراءة. وغالباً ما يستخدم في الأماكن العامة لكشف أصحاب درجات الحرارة المرتفعة في حالات الأوبئة.
- جهاز قياس درجة الحرارة عن بعد (غير التلامسي): قم بتوجيه المقياس نحو الجبهة على المسافة المحددة في دليل المستخدم واضغط على زر القياس.
الفرق بين أنواع مقاييس الحرارة
بشكل عام، يمكن استخدام معظم أنواع مقاييس الحرارة الرقمية ومقاييس الحرارة عن طريق الجبهة واللاتلامسية في المنازل. تتميز هذه الأنواع عموماً أنها سهلة الاستخدام وسريعة القراءة وذات تكلفة معقولة. أما في المستشفيات والعيادات، فقد يتم استخدام أنواع أكثر دقةً وتخصصاً، مثل مقاييس الحرارة الرقمية عالية الدقة ومقاييس الحرارة التي يمكن ربطها بأنظمة المراقبة الحيوية للمرضى. كما أن النظافة والتعقيم يلعبان دوراً أكثر أهمية في البيئات الطبية للحفاظ على دقة الجهاز وسلامة الأشخاص، لذا قد تفضل المستشفيات استخدام مقاييس الحرارة اللاتلامسية لتقليل خطر انتقال العدوى.
نصائح لاختيار أفضل مقياس حرارة لك ولعائلتك
عند اختيار افضل جهاز لقياس الحرارة، ضع في اعتبارك ما يلي:
- الغرض من الاستخدام: هل تحتاج لاستخدام أجهزة قياس الحرارة بشكل عام للعائلة أم لطفل رضيع أم لشخص يعاني من حالة صحية او مرضية معينة؟
- سهولة الاستخدام: عليك الاختيار بين أنواع سهلة القراءة والاستخدام، خاصةً إذا كنت مستمر في استخدامه بشكل متكرر.
- سرعة القراءة: تعتبر السرعة مهمة بشكل خاص عند قياس درجة حرارة الأطفال.
- الدقة: عليك من التأكد من أن مقياس الحرارة يتمتع بدقة جيدة. ابحث عن العلامات التجارية الموثوقة والمعتمدة وذات الضمان القوي.
- النظافة: دائماً عليك اختيار جهاز حرارة سهل التنظيف والتعقيم، خاصةً في حالة استخدامه من قبل عدة أشخاص لضمان سلامة المستخدمين ومنع انتشار العدوى فيما بينهم.
- الميزانية: تختلف أسعار مقاييس الحرارة، لذا حدد ميزانيتك وابحث عن الخيارات المناسبة ضمنها.
- الميزات الإضافية: قد تأتي بعض المقاييس بميزات إضافية مثل الذاكرة لتخزين القراءات السابقة أو مؤشر الحمى لذا عليك اختيار ما يناسبك.
ختـامــاً
يبقى جهاز قياس الحرارة الطبي أداة أساسية لقياس الحرارة، الذي يلعب دوراً هاماً في مراقبة صحتنا وصحة الأفراد في المجتمع. ومع التطور المستمر في التكنولوجيا، أصبح لدينا اليوم مجموعة واسعة من الأنواع تلبي مختلف الاحتياجات والاستخدامات.
يمكنك اختيار النوع المناسب واستخدامه بشكل صحيح، ويمكن أيضاً الحصول على معلومات دقيقة تساعد في الكشف المبكر عن المشكلات الصحية واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على صحة جيدة و تفادي حدوث المضاعفات.
يمكنك الآن زيارة موقع الوتد العالي الطبي للتعرف على ما يتوفر لديه من مجموعة كبيرة من مقاييس الحرارة بمختلف الأنواع وأفضل الماركات العالمية و بأسعار تنافسية.